وأنا مسافر

الخميس، ديسمبر ٠١، ٢٠٠٥

تكرار... تكرار

عندنا ظاهرة غريبة وهي محاولة محاكاة أي شيء ناجح لمجرد أنه نجح ولو مرة واحدة بالصدفة. ينطبق ذلك على كل شيء حتى في محلات البقالة والسوبر ماركت فحينما نرى أن محلاً قد نجح ولو أنها أرزاق ومقسمها الخلاق إلا إنك نجد أن أحد الجهابذة قرر تكرار التجربة وبنفس ظروف المكان والزمان، كما ينطبق ذلك على برامج التلفزيون فقد لاحظت أنه منذ بدء موسم الانتخابات التشريعية في مصر أن هناك ضيوفاً معينين لا تخرج عنها اختيارات المعدين، فعلى سيبل المثال فقد رأيت صلاح عيسي وعصام العريان في البرامج التالية وفي نفس الاسبوع:
على الهواء – الصفوة،
القاهرة اليوم – قناة اليوم،
الحقيقية – دريم،
برنامج في قناة الأخبار،
ثم حديث الساعة في إذاعة البي بي سي.
وأنا أسأل معدي تلك البرامج هل لديكم محلات سوبر ماركت تديرونها على سبيل السبوبة بعد الظهر.

تناسق

من منا لا يحب التناسق
أتذكره عندما أجد عمارة جميلة التكوين وبها أحد الأغنياء بالصدفة وقد قام بطلاء بلكونة شقته هو وحده بلون مختلف ... ربما بهدف الإعلان.
أو أن تكون الإذاعة تذيع أغنية لفيروز وتتبعها بأغنية لإيهاب توفيق يا له من انعدام في التناسق.

الاهتمام

هل كل شيء مهم أم أن لا شيء مهم، أم أن هناك أولويات في توزيع الاهتمام وقدره. أحب الأشياء التي تلقى الاهتمام المناسب لا المبالغ فيه لذا أكره المجلات الفنية التي لا تهتم إلا بتفاهات حتى وإن كان هناك من يقرأها لكن ليس من المهم أبداً أن فلانة أو علانة اشترت سيارة جديدة أو فيلا حديثة في ضواحي المدينة أو أن لاعب كرة قدم يحب الكلاب وتربيتها .... أجدني أصرخ بكل ما في من قوة : وأنا ماااااليييييييييييييييييييي.

راديو

أحب الراديو أحب الاستماع
أحب الإذاعات ... البرنامج العام، الشرق الأوسط، وصوت العرب والشباب والرياضة وأكره إذاعة النجوم لأني أحس أن كل ما بها
مصطنع حتى أصوات المذيعين.

رومانسية

باكتب اسمك يا حبيبي على الحور العتيق
باكتب اسمي يا حبيبي ع رمل الطريق
بكره بتشتي الدنيا
على القصص المجرحة
يبقى اسمك يا حبيبي واسمي بينمحى

رائعة فيروز
السرمدية

آمال...

حلمت بأن أكون مخرجاً سنيمائياً بعد أن شاهدت أفلام يوسف شاهين خاصة مجموعة أفلام السيرة الذاتية إسكندرية ليه وحدوتة مصرية وإسكندرية كمان وكمان، ثم حلمت بالعمل في التمثيل متأثراً بأحمد زكي ونور الشريف ويحى الفخراني وآل باتشينو وروبرت دي نيرو ، ولم كنت لا أملك المواصفات الشكلية التي تؤهلني لذلك فحصرت أحلامي في أن أصبح مذيعاً تلفزيونياً بعد أن كانت بداية معتز الدمرداش في قراءة النشرة (وليس في المرحلة التالية)، تجدد ذلك الحلم بعد مشاهدتي لعفوية وموسوعية عمرو أديب لكنه لم يعد حلماً وإنما أمنية قديمة.

الاصطناع

أكره المصطنع حتى لو كان في جمال هيفاء وهبي،
اكره غير الطبيعي
أكره التمرد على ما منحنا الله
أكره كل ما يزيد عن حده من محاولات تجميل أو تغيير غير ضرورية كعمليات التجميل إياها والتي لا تفيد إلا جيوب جراحي التجميل وكذلك الإصلاح السياسي المصطنع لا يصب إلا في جعبة اتجاه واحد أيضاً مصطنع.

سؤال

هل نحن في حاجة لكل هذا العدد الكبير من القنوات الفضائية التي لا تجد ما تعرض إلا الأغاني التي تتميز بكم واسع من قلة الملابس وحرارة الجو وكم كبير من التعبير عن الكبت والتي أرى إنه لا هدف من ورائها إلا تغيير الموروث الثقافي لشعب كامل.

هل يحاسب هؤلاء الناس أنفسهم عندما يخلون إلى أنفسهم، هل يحسون بما يفعلون تجاه الآخرين، هل يحسون بوخز الضمير، هل يؤرقهم الإحساس بعدم راحة البال، كل من نراهم في شاشة التلفزيون .... هل لهم ضمير مثلنا.

تذوق بالأذن

طعم ولون الحياة يختلف من عصر إلى آخر. يبدو ذلك بوضوح عندما اسمع صوت عبد الحليم فأفهم شكل عصره الناعم والحالم الدافئ في وقت واحد، أما عندما اسمع ما يغنى الآن أحس بأن العصر الذي أنا أعيشه فلا لون ولا طعم ولا ريحه.